التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كنائس حي الميدان

كنائس حي الميدان

شهد حي الميدان في القرن التاسع عشر بشكل خاص نزوح مجموعات من الإخوة المسيحيين  ، نتيجة معاناتهم واضطهادهم في الأماكن التي جاؤوا منها. من مثل ماذكرنا عن حكاية نزوح سكان حارة التيامنة من وادي التيم في لبنان عام .1860وقد سكن المسيحيون في منطقتين رئيسيتين بحي الميدان، هما حارة التيامنة التي تقع بين منطقتي السويقة وباب مصلى غرب شارع الميدان، و زقاق الموصلي في الميدان الوسطاني غربي شارع الميدان ً أيضا. وبالطبع فإن ذلك استوجب إنشاء الكنائس كي يمارس سكان المنطقتين طقوسهم الدينية. وتوجد في حي الميدان ثلاث كنائس، أنشئت جميعها في مطلع القرن التاسع عشر. وهذه الكنائس هي:

كنيسة القديس حنانيا



تقع بالقرب من باب شرقي في صدر جادة حنانيا المتفرعة من شارع باب شرقي عند التقائها شارع العازارية المتفرع من جادة باب توما، وهي كنيسة قديمةكانت هيكلا وثنياً  يعود الى القرن الثاني الميلادي ليصبح بعدها كنيسة بيزنطية عرفت حسبما يقول بعض المؤرخين بأسم كنيسة الصليب المقدس أو المصلبة ويقول الأب (بونيفاس دي راكوسا ) الذي زار الكنيسة في القرن السادس عشر الميلادي انه ينزل الى هذه الكنيسة بعدد من الدرجات .

وبيت القديس حنانيا (كنيسة القديس حنانيا) عبارة عن مغارة مكونة من غرفتين :
أحدهما متطاولة (شمال – جنوب) وهي الكبرى ممثلة الكنيسة والأخرى صغيرة تقع في الزاوية الشمالية الغربية من الغرفة الكبرى ومنفتحة عليها ببوابة صغيرة نسبياً ويتم النزول الى المغارة عبر درج مكون من 21درجة في الجانب الشمالي الشرقي من فسحة الكنيسة العلوية الأرضية المحاطة من غربها بغرفتين احداهما للاستعلامات والأخرى للإدارة وتضم الكنيسة عدداُ من الأيقونات الجميلة والشهيرة.


والقديس حنانيا أحد الشخصيات الدينية الهامة في التاريخ المسيحي لكونه أحد تلامذة السيد المسيح الاثنين والسبعين والذي استلم منصب أول أسقف لمدينة دمشق وكان من المبشرين للديانة المسيحية في البلاد السورية ليقبض عليه الحاكم الروماني (ليسينيوس) ويحكم عليه بالموت.ومات حنانيا مرجوماً بالحجارة خارج سور دمشق في اليوم الأةل من شهر تشرين الأول ونقل المسيحيون جثمانه الى داخل المدينة.وتنبع أهمية بيت أوكنيسة حنانيا أيضاً لارتباط قصة بولس (شاؤول الطرسوسي) فيه ليعود النظر الى عينيه على يد القديس حنانيا بعد أن عمي بولس ومن ثم اعتناقه المسيحية بمساعدة حنانياكما أنه معلم أثري هام جداً لامثيل له في دمشق القديمة .

 كنيسة القديس جاروجيوس




تقع كنيسة القديس جاروجيوس في حارة التيامنة بمحلة باب المصلى. ويعود تاريخ بنائها إلى عام 1836م، في فترة حكم ابراهيم باشا لسورية. وجرت أول عمادة فيها بتاريخ (1836/8/6م.) وبنيت الكنيسة على الطراز البيزنطي. وكسيت جدرانها الخارجية بالحجارة البازلتية السوداء التي جلبت من حوران ً خصيصا لبناء الكنيسة. وفي عام 1949م، تعرضت الكنيسة لحريق، فلم يبق منها إلا جدرانها. فتم إعادة بنائها بالكامل، وأضيف إلى البناء برج الجرس الموجود فيها الآن.

كنيسة سيدة النياح


هذه الكنيسة تقع في زقاق القرشي ً أيضا. وبناؤها على طراز البيوت الدمشقية القديمة. وهو بناء متهالك. ولولا الصليب الموجود على بابها، لما عرفت أنها كنيسة، ولظننت أنها بيت للسكن. وهي الآن كذلك ً فعلا. فلا تقام فيها أية طقوس دينية من صلوات وغيرها. وتسكنها أسرتان تقومان على حراستها. وهذه الكنيسة كانت المركز الرئسي للروم الكاثوليك. لكن هذه الأهمية انتقلت إلى كنيسة الزيتونة في باب شرقي، وأهملت هذه الكنيسة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مساجد حي الميدان

شهد حي الميدان إشادة الكثير من المساجد، معظمها  من نوع المسجد الجامع، وهو الذي تقام فيه صلاة الجمعة  ويصح فيه الاعتكاف. وهناك عدد قليل من المساجد التي  تقام فيها الصلوات الخمس فقط دون الجمعة. وأقدم  المساجد في حي الميدان يعود إلى العهد المملوكي. ومن  ثم العهد العثماني وصولاً إلى العصر الحديث. ويوجد  مسجد وحيد يعود إلى العصر الفاطمي وهو مسجد  (الفلوس) الذي يعتبر أقدم مساجد الميدان، موقعه مقابل  مسجد (تربة آراق) في منطقة الصحابة. ولم يتبق من  المسجد القديم إلا ٌ جزؤ من محرابه، بينما باقي المسجد  حديث، فهو مبني على طراز البيوت العربية القديمة.  وهومسجد صغير لايتسع إلا لعشرات المصلين فقط  وهو مسجد غير جامع، وليس فيه منبر. وسنقصر حديثنا  على المساجد ذات الطابع الأثري التي تعود إلى العهدين  المملوكي والعثماني، مع تعداد بقية المساجد الأخرى،  مع الإشارة إلى أن حي الميدان لايوجد فيه أي مسجد من  العهد الأيوبي أما أهم مساجد هذا الحي ذات الطابع الأثري فهي: جامع التينبية   يقع جامع التينبية على الجانب الشرقي لشارع الميدان،  في بداية الميدان الفوقاني مقابل زقاق الحطاب. بناه سي

مطاعم حي الميدان

من اكثر ما يميز حي الميدان شهرته بالاطعمة والحلويات فاصبح يحوي العديد من المطاعم و المحلات المعنية بتقديم الاطعمة والحلويات والمشروبات  فلا يقتصر على صنف محدد فيحوي جميع اصنفة الطعام الشرقية والغربية و الماكولات البحرية و المعجنات وجميع انواع الحلويات ايضا ولكن اكثر ما يميزه الحلويات الشرقية و خاصة في سوق الجزماتية . ويشتهر السوق ومنذ عشرات السنين بمحلات الحلويات السورية والمطاعم والمطابخ العريقة حيث تقدم الأطعمة الدمشقية الأصيلة والمشروبات من كافة الأنواع والألوان ويتفنن أصحاب محلات بيع الحلويات الدمشقية بطريقة عرض بضائعهم على واجهات المحلات، وذلك لجذب انتباه الناس. وسناتي على ذكر اشهر المطاعم في هذا الحي : مجمع Big 5 ويضم المجمع، مطعماً متخصصاً بالبيتزا هو الفطيرة الساخنة، وفرعاً جديداً لـفروج الزين إضافة لـمطبخ وحلويات عمار أبو الجدي، ومطاعم مختصة بالمعجنات والمشاوي والمأكولات السريعة.  مطعم المحبة: الذي يقوم بتقديم الماكولات الشامية كالفتة والمقادم والسجقات والفوارغ و الروس واللسانات مطعم باباي: هي عبارة عن سلسلة من المطاعم التي توفر جميع الوجبات، وا

موقع حي الميدان و حدوده في مدينة دمشق

موقع و حدود الحي : يقع حي الميدان إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق القديمة. ويمتد إلى الجنوب على شكل لسان طويل في غوطات دمشق الشرقية والغربية والجنوبية. بل إن بعض ً المؤرخين أعطوه تشبيها ً طريفا، فقالوا إن حي الميدان يمثل بالنسبة لدمشق القديمة ومجاوراتها الذيل بالنسبة للطائرة الورقية التي كنا نصنعها أيام زمان من القنب وورق الخياطة، ونطيرها في الساحات الواسعة. ويمتد الحي ً جنوبا لمسافة نحو اثنين ونصف كيلو متر. وكانت حدود الميدان الأصلي حتى أواخر الأربعينات من القرن العشرين على النحو التالي: من الناحية الشرقية: كانت تحد حي الميدان بساتين الغوطة التي كنا نطلق عليها (المزرعة)، وكان موقعها مكان الزاهرة القديمة اليوم، يليها من ناحية الشمال (الزفتية) التي كانت منطقة سكنية حيث بنائها المعماري. وإذا أردنا أن نضع ً حدودا دقيقة لشرق حي الميدان، فنقول إنه الطريق المستقيم الممتد من قبالة جامع الماجد. ويسير الطريق شمالاً إلى محاذيا (لمدرسة الفقهاء الصالحين)، وصولاً إلى محاذاة جامع زين العابدين من واجهته الشرقية. أما منطقة الزاهرة شرقي الميدان فتم البدء بإنشائها عام 1960م، في عهد الوحدة بين سوري