موقع و حدود الحي :
يقع حي الميدان إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق القديمة. ويمتد إلى الجنوب على شكل لسان طويل في غوطات دمشق الشرقية والغربية والجنوبية. بل إن بعض ً المؤرخين أعطوه تشبيها ً طريفا، فقالوا إن حي الميدان يمثل بالنسبة لدمشق القديمة ومجاوراتها الذيل بالنسبة للطائرة الورقية التي كنا نصنعها أيام زمان من القنب وورق الخياطة، ونطيرها في الساحات الواسعة. ويمتد الحي ً جنوبا لمسافة نحو اثنين ونصف كيلو متر. وكانت حدود الميدان الأصلي حتى أواخر الأربعينات من القرن العشرين على النحو التالي:من الناحية الشرقية:
كانت تحد حي الميدان بساتين الغوطة التي كنا نطلق عليها (المزرعة)، وكان موقعها مكان الزاهرة القديمة اليوم، يليها من ناحية الشمال (الزفتية) التي كانت منطقة سكنية حيث بنائها المعماري. وإذا أردنا أن نضع ً حدودا دقيقة لشرق حي الميدان، فنقول إنه الطريق المستقيم الممتد من قبالة جامع الماجد. ويسير الطريق شمالاً إلى محاذيا (لمدرسة الفقهاء الصالحين)، وصولاً إلى محاذاة جامع زين العابدين من واجهته الشرقية. أما منطقة الزاهرة شرقي الميدان فتم البدء بإنشائها عام 1960م، في عهد الوحدة بين سورية ومصر. و أن طريق الزاهرة القديم تم البدء بشقه عام 1959 م وسط بساتين المزرعة، وبعد إزالة طبقة الأرض المزروعة في مكان الطريق وتسوية الأرض الترابية، ومن ثم رصفها بالحجارة، ومن ثم تصعبيدها.
من الناحية الغربية:
من الناحية الغربية كانت حدود حي الميدان تنتهي عند الجانب الشرقي لشارع كورنيش الميدان الذي يمتد ً مستقيما من منطقة الإطفائية (قيادة شرطة دمشق حالياً) وحتى ساحة محمد الأشمر ماراً بمحاذاة جامع زيد بن ثابت وجامع الحسن وجريدة تشرين. ولم تكن حدود الميدان تصل إلى الشارع على كل امتداده، وإنما كانت تبعد عنه في محلة السويقة مسافة بعيدة، ومع الاتجاه جنوباً تتقلص هذه المسافة، حتى تصبح ً أمتارا قليلة، ثم تصبح مالصقة لشارع كورنيش الميدان ً تماما في القسم األخير من الحي عند بوابة الميدان. وفي أواخر األربعينات من القرن العشرين بدأ ظهور األبنية الحديثة على طرفي كورنيش الميدان، ثم توسعت باتجاه الغرب لتظهر منطقة الثريا. وأقدم بناء في الثريا هو ثانوية عبد الرحمن الكواكبي، والتي كانت تسمى بثانوية الميدان. ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1945م. في منتصف الستينات من القرن العشرين، كانت الثانوية محاطة بالبساتين من طرفيها الشمالي والغربي. وكان يفصلها عن البستان الشمالي قناة ماء صغيرة وفوقها سياج من الأسلاك الشائكة. أما السور الاسمنتي فقد أنشئ فيما بعد. وبعد ذلك بسنوات ظهرت الأبنية الحديثة في منطقة بستان البردان على الضفتين الشرقية والغربية لكورنيش الميدان مابين شمال ثانوية الكواكبي والمحلق الجنوبي. ومن الناحية الجنوبية الغربية شهد الحي ً توسعا ً صغيرا في أواخر األربعينات من القرن العشرين. تمثل في المنطقة المسماة )ظهر الحفار( وهي منطقة سكنية تقع مقابل الواجهة الجنوبية لمطحنة القمح التي تقع غرب بوابة الميدان. والمطحنة مازالت قائمة حتى اليوم. وكانت تعرف بمطحنة الجالد، وهي لقب صاحب المطحنة ً سابقا. أما اليوم فالمطحنة ملك الدولة بعد أن تم تأميمها في الستينات من القرن العشرين. من الناحية الجنوبية: ٌ كان من الناحية الجنوبية كان يحد الميدان بستان كبير ٌ يطلق عليه )بستان الزين(. ومازالت حدود الميدان من الناحية الجنوبية واضحة حتى اليوم وهي الطريق الذي يفصلها عن بنايات القاعة الشاهقة.
من الناحية الشمالية:
من هذه الناحية ثمة صعوبة في تعيين حدود الميدان. فبعض المراجع تجاهلت تعيين هذه الحدود. وبعضها اختلف في تحديدها، ومع ذلك، وفي ضوء الاستطلاع الميداني على الارض، يمكن القول إن حدود حي الميدان الشمالية تنتهي عند منطقة السويقة. أي أن آخر الحي ينتهي بجامع مراد باشا الذي يقع عند مدخل زقاق قصر حجاج من الناحية الجنوبية. وإذا نظرنا إلى مخطط حي الميدان، لوجدنا ّ أن الحي يمكن تشبيهه بالمستطيل وشارع الميدان ينطبق على أحد قطري المستطيل. والقسم من الحي الذي يقع غرب الطريق ً يبدأ عريضا ً واسعا، ويضيق اتساعه كلما اتجهنا ً جنوبا ليصبح عرضه ً أمتارا قليلة عند بوابة الميدان. أما القسم من الحي الذي يقع شرق الشارع فيبدأ ًضيقا، ويتسع كلما ً اتجهنا جنوبا ً ، ليصبح واسعا كبير العمق باتجاه الشرق. و ً إداريا كانت دمشق في العهد العثماني مقسمة إلى ثماني مناطق إدارية، يسمى كل منها (ثمن). وكان حي الميدان يحتل منها ثمنين ، ( الأول ثمن الميدان الفوقاني ) شمال الجزماتية وحتى بوابة الله( والثمن الآخر يشغله الميدان التحتاني (منطقة باب المصلى). أما بقية المناطق الإدارية في دمشق فتحتل الأثمان المتبقية والمتمثلة بأحياء الصالحية، سوق ساروجة، القيمرية، العمارة، القنوات والشاغور.
حديثاً يقسم حي الميدان :
يُقسم حي الميدان في عُرف أهله إلى ثلاثة أقسام الميدان التحتاني مما يلي باب المصلّى، ثم الميدان الوسطاني، وبعده الميدان الفوقاني عند بوابة الله، ويشقّها طريق الحج المعروف باسم «الدرب السلطاني»
وتقسم منطقة الميدان إلى عدة أحياء فرعية:
- ميدان وسطاني
- الزاهرة
- الحقلة
- الدقاق
- القاعة
- باب مصلى
تعليقات
إرسال تعليق